الأحد، 7 ديسمبر 2008

يامن عيدكم سعيد...غزة حزينة وتحت الحصار تأن

غزة (عن الجزيرة)

أصاب الملل محمد عدلى, وهو ينادى للترويج للأحذية التى جلبها عبر أحد الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة دون أن يجد اهتماماً من المتجولين بين البسطات والمحال التجارية فى ميدان فلسطين وسط مدينة غزة. ولا يبدو الوضع مختلفاً فى "الساحة"، كما يسميها أهالى غزة عن الأيام العادية، فلا مظاهر لعيد الأضحى، ولا حركة تجارية نشطة توحى بأن هناك مناسبة ينتظرها العالم الإسلامى بأسره، وكأنّ اليوم يومٌ عادى.

يعيش 1.5 مليون فلسطينى أوضاعاً صعبة للغاية فى ظل الحصار الإسرائيلى المشدد على القطاع وإغلاق المعابر التجارية، إضافة لعدم تلقى الموظفين الحكوميين رواتبهم نتيجة لنقص السيولة فى بنوك القطاع.
**
ركود تجارى
**
قال عدلى, إن الركود التجارى الذى تشهده منطقة الساحة فى غزة هو الأول منذ سنوات طويلة، خاصة فى ظل أجواء الأعياد والمناسبات، مبيناً أن الفرحة بالعيد ليست من نصيب الغزاويين. وأوضح عدلى أنه باع مصاغ زوجته من أجل شراء الأحذية وبيعها فى غزة طمعاً فى أن يحصل على بعض العائد المادى كى ينقذ أسرته فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشونها.

وأوضح أنه لم يبع فى الأيام الماضية سوى القليل نتيجة لعدم تلقى الموظفين الحكوميين رواتبهم, مما أثر على السوق كثيراً، موضحاً أن العشرات سألوه عن أسعار الأحذية دون أن يشترى أحد منهم.

على الجهة المقابلة لعدلى، لم يكن حال بائع الألبسة الجاهزة سلطان جحا أفضل من زميله، وهو يشير إلى أن أوضاع الناس الصعبة تجبرهم على عدم الاهتمام بالعيد. وأوضح جحا أن البائعين كانوا يطمعون بتحسين ظروفهم قبيل عيد الأضحى المبارك, لكنهم فوجئوا بسوئها، وقال "كل الناس تسأل عن أسعار الملابس والمعروضات, لكن لا أحد يشترى .. يخافون من المستقبل".

**
أيام زمان
****
يتذكر الحاج عبد الكريم أبو شعبان بائع الحلوى ميدان فلسطين فى السنوات الماضية، ويشير إلى أن الأسواق كانت تعج بالمشترين, ولم يكن كثير من المواطنين يستطيعون المجئ إلى الميدان من كثرة المشترين.

وقال أبو شعبان, سقا الله أيام زمان، كانت أحلى وأفضل والناس تشترى الذى يلزمها بدون تفكير، لكن الحصار الإسرائيلى والإغلاق والخوف على المستقبل يجبر الناس على التفكير أكثر من مرة قبل الشراء.

من جهته، قال عبد القادر شعبان الذى اضطر لبيع حلوى العيد بعد أن كان يبيع الفواكه فى ميدان فلسطين نتيجة إغلاق المعابر، إن الأسعار المرتفعة للبضائع المهربة والمحلية تجعل الناس تفكر ملياً قبل النزول إلى الأسواق.

وأوضح شعبان "أن غزة تفتقد نتيجة الحصار عادات حميدة خاصة فى المناسبات"، مشيرا إلى أن الغزاويين كانوا ينزلون قبيل الأعياد بكثافة إلى الأسواق للتزود بما يريدونه، لكنهم الآن يرفضون هذا الأمر وأصبح من الماضى.

وأشار إلى أن متوسط سعر كيلو الحلوى فى الأعوام الماضية كان 4 دولارات، لكنه الآن بما يقارب 9 دولارات، وتمنى شعبان أن تتحرك الأمتان العربية والإسلامية وينقذوا سكان القطاع من المأساة التى يعيشون فيها

ليست هناك تعليقات: