الاثنين، 28 أبريل 2008

نداء عاجل لإنقاذ الجامعات الفلسطينية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد،
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتوجه إلى المسلمين كافة أفرادًا وجماعات وهيئات وحكومات، وإلى المهتمين بالأوضاع الإنسانية من أهل جميع الأديان والقوميات والجنسيات، لتقديم ما يمكنهم من العون المادي العاجل للجامعات الفلسطينية وطلابها.
إن التعليم في فلسطين استمر بعيدًا عن جميع صور النزاع السياسي، ونجا من الاستقطاب الحزبي، والتجاذبات بين الفصائل المختلفة، لكن الوضع الاقتصادي الشديد الصعوبة الذي يمر به أهلنا في فلسطين، في الضفة وفي غزة سواء بسواء، أدى إلى ظهور مشكلات في التعليم الجامعي بصفة خاصة تهدده بالانهيار التام.
من أهم هذه المشكلات هجرة الكفاءات العلمية من الأستاذة والمحاضرين والباحثين في الجامعات الفلسطينية إلى بلاد يجد فيها الواحد منهم سدادًا من عيش يكفي به نفسه وأولاده. واستمرار هذه الهجرة يفرغ الجامعات الفلسطينية من الطاقة المنتجة فيها والخبرة الأكاديمية التي بغيرها لا تقوم لجامعة قائمة.وتواجه الجامعات الفلسطينية أيضًا مشكلة بالغة الخطورة في شأن تمويل الرسوم الدراسية للطلاب، التي هي المصدر الأساسي لدخل جميع الجامعات الفلسطينية، فقد توقف الدعم الأوروبي منذ مدة، ولم تعد السلطة الفلسطينية قادرة على تقديم أي منح للطلاب، أو أي مساعدة للجامعات نتيجة الحصار الاقتصادي منذ انتفاضة الأقصى حتى الآن. وأدى هذا إلى تراكم العجز المالي وإلى وجود نحو عشرين ألف شاب وفتاة أنهوا دراستهم الجامعية ولا يستطيعون الحصول على شهاداتهم الدراسية لأنهم لم يسددوا رسوم الدراسة التي تتراوح ما بين أربعمئة إلى ثمانمئة دولار لكل طالب.
إن الجامعات الفلسطينية يبلغ عددها (11) جامعة منها أربع جامعات في قطاع غزة والباقي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وكلها تعاني من الضائقة الاقتصادية معاناة بالغة، وهي تحتاج سنويًا إلى نحو عشرين مليون دولار أمريكي لتستمر في أداء رسالتها التعليمية.
وإذ تجمعت هذه المعلومات لدى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقد جرى التنسيق بين الاتحاد وبين منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تعمل بكل دأب على توفير الحاجات الأساسية للشعب الفلسطيني، وتم فتح حساب خاص لتلقي التبرعات من جميع أنحاء العالم لإغاثة الجامعات الفلسطينية، وسداد رسوم الطلاب الذين تضيع سنوات عمرهم سدى إذا لم يحصلوا على المؤهل الجامعي، الذي استكملوا متطلباته، ويعوق حصولهم عليه الحصار الظالم لشعب فلسطين وما يسببه من أزمة اقتصادية خانقة.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهيب بكل قادر على مد يد العون إلى إخوانه في فلسطين أن يسارع إلى ذلك بإرسال تبرعه إلى الحساب رقم:
OIC Fund
Dollar account no: 5600758
Samba Financial Group
Main Branch: Al-Andalus Street, Jeddah
Swift Code: SAMBASARI
Jeddah,KSA
وسوف تتولى منظمة المؤتمر الإسلامي، من خلال قنوات موثوق بها، إيصال هذه التبرعات أولا بأول إلى الجامعات الفلسطينية لسداد عجزها المالي قدر الإمكان.
أيها المسلمون لقد علمنا الإسلام في قرآنه وسنة نبيه: أن المسلمين أمة واحدة، وأنهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو منه اشتكى كله، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن المجتمع المسلم مجتمع متكامل يأخذ قويه بيد ضعيفه، ويحنو غنيه على فقيره، وأن طالب العلم يستحق الزكاة من وجهين: لإعانته على حاجة، وعلى التفرغ لطلب العلم. وهذه مسؤولية كل مسلم قادر، ومسؤولية الأمة مجتمعة. وكل ما ينفق هنا فهو في سبيل الله، والله يخلف على صاحبه، كما قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}[سبأ:39]. يستطيع المسلم أن يدفع لهذا المشروع من زكاة ماله المفروضة أو من صدقاته التطوعية أو من المال الذي فيه شبهة يريد أن يتطهر منه فهو حرام عليه حلال على هذه الجهة من جهات الخير.

والله من وراء القصد؛
وهو سبحانه ـ في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
الأمين العام.................................. رئيس الاتحاد
أ.د.محمد سليم العوا.................... أ.د. يوسف القرضاوى

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

غدا مساء ... تشييع كرامتنا

غدا مساء ... ستتوقف محطة الطاقة في غزة نهائيا

و سيقطع التيار الكهربائي عن المستشفيات

مضخات مياه الشرب

مضخات الصرف الصحي

غدا خير لنا أن ندفن أنفسنا بالتراب

و ان نعلن وفاة كل نخوة فينا

غدا ... كل طفل يموت في رقابنا ... و كل دمعة ام ستشهد علينا امام ربنا !

السبت، 19 أبريل 2008

انكشاف المزيد من فضائح وافتراءات الاعلام الحكومي

في تصريح تلفزيوني مع عمرو أديب قام الشيخ عبدالحميد كلاب بتكذيب ما نسبته إليه بعض الجرائد المصرية، ومنها روزا اليوسف، من فتوى (إباحة قتل الجنود المصريين)، وذلك ليس جديدا علينا في الواقع وهو ما اعتاد عليه المصريون وعرفوه من كذب وتدليس اشتهر عن روزا اليوسف وغيرها من جرائد الحكومة..

شاهد واسمع التصريح:


كذلك فقد صرح الشيخ عبدالحميد لقناة العربية، بأنه سوف يقاضي الجريدة لما نسبته إليه..

اقرأ أيضا:
الفتوى الأكذوبة وإعلان الحرب على حماس - ذ/محمد السروجي
الشيخ عبدالحميد: لم أفت بهذه الفتوى (مرفق تسجيل)

الثلاثاء، 15 أبريل 2008

" غزة قبل الانفجار "

وصلنى على الميل النهاردة البيان دة من فتاة فلسطينية تعيش فى خان يونس بالله عليكم حاولوا تفهموا اد ايه الناس دى خلاااااااااااااص تعبت، حطوا نفسكم مكانهم لبعض الوقت بدل من رميهم باتهامات او اهدائهم نصايح...ده كلام حماس لكل فلسطينى مرابط على ارض غزة يا ترى انت حتقول لنفسك ايه؟؟؟


{وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}

بيان جماهيري صادر عن حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس

" غزة قبل الانفجار "



يا جماهير شعبنا المرابط:

تتواصل المؤامرة من جديد لتركيع شعبنا ومحاولة كسر إرادته لا لشيء إلا لأنه تمسك بحقوقه وثوابته وخياره الديمقراطي، ورفض الاعتراف بالاحتلال والتخلي عن المقاومة، وقد تعاظمت هذه المؤامرة من خلال ممارسة الاحتلال كل أشكال العدوان وتشديد الحصار الذي بلغ ذروته بقطع كل إمدادات الوقود عن قطاع غزة مما شل معه كل أوجه الحياة في كافة المجالات إلى جانب أوجه المعاناة السابقة والمثمرة.

يا جماهير شعبنا الصابر الثابت:

إننا نعلم علم اليقين أن المعاناة كبيرة والثمن غالٍ والتضحيات عظام، ولكن لا خيار أمامنا إلا الصمود والثبات والمواجهة إزاء كل محاولات الكسر والتركيع. وفي ظل هذه الأزمة الخانقة علينا دائماً أن نلجأ إلى الله تعالى وأن نستعين به، وأن نكثر من الدعاء والابتهال والطاعات، وأن نستذكر دائماً أننا لسنا أول من حوصر، فقد حوصر من هو خير منا حيث حاصر المشركون رسولنا الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم، وأخذ به الأذى كل مأخذ لكنه صبر مع أصحابه حتى كتب الله له الفرج، وكان هذا الصبر والثبات طريقاً للنصر والتمكين بإذن الله تعالى. إننا نعلم أن كثيراً من المثبطين والمتخاذلين يبثون الأراجيف والشائعات لكسر الروح المعنوية ومحاولة القول أن هذا الحصار هو ثمرة سياسات حماس، إلا أننا نقول إن الجريمة هي التفريط وتصفية القضية لا حماية الحقوق والثوابت، كما أنه إذا كان هذا الحصار بسبب حماس فلماذا حوصر أبو عمار ثم قتل بالسم أليس لأنه رفض الاستمرار في مشروع التسوية بعد أن أدرك خطورة هذا المشروع على القضية.

ومن هنا فإن حركة المقاومة الإسلامية حماس تؤكد على ما يلي:

أولاً: ندعو شعبنا الفلسطيني إلى التسلح بسلاح الإيمان والتقوى والإكثار من الاستغفار والدعاء إلى الله لأن هذا هو خير سلاح عند النوازل والشدائد.

ثانياً: تؤكد حركة حماس أنها لن تُسلِم باستمرار الحصار المفروض على شعبنا، وأنها ستعمل على كسر هذا الحصار بكل الوسائل والخيارات، والحركة تتابع الأوضاع عن كثب وستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولن تسمح باستمرار هذا الوضع، وفي هذا السياق فإن الحركة تدعو جماهير شعبنا للمشاركة بقوة في جميع الفعاليات التي تدعو إليها الحركة لفضح الجريمة ورفض الحصار.

ثالثاً: تدعو حركة حماس الحكومة الفلسطينية إلى بذل كل جهد ممكن لمحاربة ظاهرة الاستغلال من قبل التجار ورفع الأسعار والضرب بيد من حديد لكل من يحاول استغلال الظروف التي يمر بها شعبنا.

رابعاً: إن حركة حماس إذ تحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الحصار المفروض على شعبنا فإنها تدعو الحكام العرب إلى تحمل مسؤولياتهم إلى جانب شعبنا لكسر الحصار خاصة من خلال فتح معبر رفح وإلا فإن استمرار الصمت يحملهم المسؤولية أمام الله ثم أمام شعبنا وأمتنا .

خامساً: تدعو حركة حماس شعوب الأمة للاستنهاض والتحرك الفوري والسريع من أجل العمل على فك الحصار ومواجهة المؤامرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني، فالأمر لا يحتمل الانتظار، فهبوا يا عرب ولا تسمحوا بالاستفراد بالشعب الفلسطيني.



والله أكبر ولله الحمد

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ـ فلسطين

‏الاثنين‏، 14‏ نيسان‏، 2008‏‏، الموافق 8‏ ربيع الثاني‏، 1429

الاثنين، 14 أبريل 2008

يحيا الاقتحام

م/محمد الهامي

سبحان الله .. دائما في موضوع فلسطين أحتار من أين أبدأ .. فليكن ، وكأنه لابداية .

الخارجية المصرية مندهشة وتستنكر تصريحات قيادات حماس والجهاد بأن الشعب الفلسطيني سينفجر ، وتحذر حماس بأنها ستواجه هذا بحزم .. أي أنها “ستكسر رجله ” ولكن هذه المرة بصياغة دبلوماسية لا “شوارعية” كما من قبل .

إن الذي يستدعي العجب قبل كل شئ هو قدرة حماس على الاحتفاظ بأعصابها حتى هذه اللحظة ، وكل ما عدا ذلك فهو قديم معروف ، والنظام المصري يصر على أن يبدو عميلا ، هو عميل وأدنى متابع يعلم هذا ، لكنه الآن في مرحلة الإصرار على إعلان أنه عميل .. ولا أعرف مكسبا واحدا ، واحدا فقط ، يعود على مصر من إصرارها على أغلاق معبر رفح وترك المرضى يموتون من الأم ومن نقص الدواء ونقص إمكانيات العلاج ، واستمرار المجاعة التي يحياها قطاع غزة .

والرسائل تكاثرت هذه الأيام من جانب حماس أنها ستكسر الحصار .. اللهم وفقها وأعنها وألهمها كسره كسرا لا ينجبر أبدا .

صحيح إن الاستعدادت المصرية على الحدود تجري على قدم وساق ، والأمن المصري - وربما الجيش والله أعلم - يتحفزان نحو مواجهة أي اقتحام لحماس ، وتغطى تلك الإجراءات ببيان الخارجية وتصريحات الناطق باسم الرئاسة وكلاب الإعلام الرسمي .. لكن ، بإذن الله ، كل هذا غثاء كغثاء السيل .

وقد بدا واضحا أن الأخلاق والحرص على المشاعر والتمسك بالدبلوماسية من جانب حماس لم تنفع مع النظام المصري ، كيف وهو أحد الأنظمة التي مولت فريق دحلان ( كما كشفت فانيتي فير ) ليقضي على حماس .. وصار الوضع الآن إما الموت جوعا ومرضا وإما الاقتحام رغم أنف المحاصرين .

وبالطبع .. فليحيا الاقتحام ، ولو كره المجرمون .

ولتذهب كل السيادة وكل الكرامة وكل الأمن القومي وكل المشاعر وكل الحدود وكل شئ ولا يموت إنسان .. فضلا أن يكون هذا الإنسان هو المجاهد الغزاوي العربي المسلم ، ذلك البطل الذي يستحق عيوننا لتكون له أوسمة ونياشين .. وما قدرناه - حتى لو فعلنا هذا - حقه .

لعلي أطمع في المتعاطفين مع غزة ، وأصحاب الحملات السابقة في دعمها ومواجهة التضليل الإعلامي أن يدشنوا حملة منذ الآن دفاعا عن حق حماس في كسر الحصار المفروض حولها ، وأنها وإن اقتحمت فهي غير مدانة .. والقانون الدولي - حسبما قرأت مقالا لفهمي هويدي بالدستور في شهر مارس وعذرا لعدم التوثيق الدقيق الآن - يعتبر الطرف المحاصر شريكا في الجريمة ، وليس من حق دولة أن تغلق حدودها في وجه متضررين من كارثة إنسانية أو كارثة احتلال .. أي أنه بمفهوم القانون الدولي تعتبر مصر مشاركة في جريمة تجويع وحصار الشعب الفلسطيني .

عاشت غزة .. وعاشت حماس .

الأحد، 6 أبريل 2008

محرقة منظومة الأمن الصهيونية

الكاتب : عامر سعد

لعل خطابات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وخطابات سماحة السيد حس نصر الله في الآونة الأخيرة - والتي كانت تخلص بأن مشروع العدو الصهيوني بات بانحسار مستمر وبأن الكيان الصهيوني بات مهددا في أمنه الداخلي وكون الصراع في الفهم الصهيوني تحول لصراع وجود - قد بدات تجد صداً في الشارع الاقليمي إن جاز التعبير ولم تعد توصف بأنها خطابات ديماغوجية " ناصرية " تخلو من مضامين حقيقية وهدفها التنظير الحزبي لا أكثر .

فسلسلة الانتكاسات الصهيونية وعلى كافة الاصعدة والجبهات وخاصة الامنية باتت جلية ومتكررة لدرجة لم يعد يستطيع عقل الشارع العربي - والذي تعرض لعمليات كي متكررة لوعيه - وسكيولوجيته التي إعتادت الانبطاح أمام النمر الصهيوني المزعوم وحتى الذين يقبعون في سدة الحكم ومواقع صنع القرار والذين تعودوا طأطأت الهامات والتسليم الكامل بهيمنة اسرائيل على المنطقة تصديق ما يحصل وأصبح الجميع يحاول البحث في ميتافيزيقيا الغيبيات عن قدرات مخيفة ومزعومة لدى العدو الصهيوني مازال يمتلكها , أو بترديد تجريدات خرافية كاذبة عن كون العدو يملك منظومة عسكرية و أمنية تعتبر من أقوى المنظومات على مستوى العالم لعلهم بذلك يبررون الهزائم ويجدون لأنفسهم مخرجا مقنعا لتقاعصهم وانبطاحهم السياسي والعسكري امام كيان اتضح انه هش ولا يقوى على حماية نفسه أمام مجاميع مسلحة وشبه قوات عسكرية .

أما الحقيقة فتأبى أن تظل طي الكتمان وارتأت بأن تصرخ اخيرا وبصوت مدو يسمعه القاصي والداني معلنة بأن المناعة المطلقة والدائمة للأمن الصهيوني ماهي سوى زيف وخرافة وأن هذه المنظومة باتت تتعرض لمحرقة رهيبة أتت على كل مقوماتها وهذا ما أكده مؤتمر هرتسيليا المتخصص في قياس المناعة الصهيونية وما أكدته ايضا الوقائع مستمرة الحدوث, فالسلسلة الطويلة من الانتكاسات الذي منيت بها تلك المنظومة والتي بدأت بحرب تموز وما كشفته من هشاشة الامن الداخلي في الجبهة الشمالية وحرب الايام الستة في غزة وعملية ديمونا والتي كشفت هشاشته ايضا في المنطقة الجنوبية وعملية القدس والتي كشفت هشاشته في العمق الإستراتيجي والحيوي للكيان ولتتوج أخيرا بعملية استهداف لرأس الهرم الامني ممثلة بأفي دختير واصابت مدير مكتبه لتؤكد وبشكل لا يدع مجال للشك بأننا أمام تهاوي مريع للمنظومة الامنية واحتراق صورتها الاسطورية الخرافية والتي زرعت في الوعي العربي لعقود طويلة .

فما حصل صباح أمس فاجىء كل المتابعين للصراع الفلسطيني الصهيوني , فكيف لوزير أمن داخلي تحاط زياراته بالكتمانية الكاملة وتتعرض المنطقة المستهدفة للزيارة لمسح عسكري وعمليات تمشيط ومراقبة طويلة ومكثفة وسلسلة من الاجراءت الاحترازية والوقائية أن يتعرض لعملية اغتيال كادت تودي بحياته وأصابت مدير مكتبه ؟؟ وكيف أمكن لهذه الفصائل التي نفذت الهجوم أن تمتلك معلومات تفيد بتواجد الوزير الصهيوني في المكان المستهدف ؟؟؟ وكيف أمكن للمهاجمين أن يصوروا الهجوم وعملية الاستهداف ؟؟؟

فما حصل صباح أمس يحمل في طياته مدلولات خطيرة أهمها بان المنظومة الامنية تم اختارقها مجددا ولكن هذه المرة على اعلى المستويات وبأن الاجراءات الاحترازية والوقائية لم تعد ذات جدوى تذكر وأن جهاز المخابرات الصهيوني لم يعد يعمل بمطلق الحرية في القطاع , كما ودللت على قوة الفصائل المهاجمة وتطورها المطرد والنوعي لدرجة باتت تصنع بها معادلة جديدة مفادها بأن الفوضى والمظاهرات العسكرية قد انتهت وبأن المعركة القادمة ستكون وراءها ارادات مخططة وليست المشاعر العفوية وحينها لن يكون أحد بمنأى عن الاكتواء بنارها وبالاخص رأس الهرم الصهيوني والذي لطالما كان حصينا ويعيش في برج عاجي يصعب اسقاطه , كما أن تصوير العملية يدلل على وجود استعداد تام وعلم مسبق والأمر الباعث على السخرية بأنهم أخذوا وقتا مريحا لعملية التصوير مما يعني غايب رد صهيوني حازم يحمي الوزير الصهيوني .

اما كون حماس أحد الاطراف المنفذة فهو ايضا يحمل دلالات كثيرة حول قدرات حماس العسكرية - وخاصة في مناطق تعتبر ساقطة عسكرية - والاستخبارية وكيف أمكن لها رغم حالة الحصار والاستنزاف المتكرر لقوتها ومحدودية امكاناتها من تنفيذ هذه العملية , وهذا باعتقادي سيفتح الباب على مصراعيه أمام مرحلة جديدة عنوانها السقوط الصهيوني واندثار اسطورة ديمومة تفوقه العسكري وحصانته الامنية واندثار الثقافة المفروضة على الوعي العربي بأن اسرائيل لاتقهر بفعل انها اصبحت تقف عاجزة أمام بقعة جغرافية لا ترى بالعين الدولية وحركات مقاومة ذات امكانات عسكرية محدودة وبدائية.

واخيرا ما زلت أذكر كتب التاريخ السياسي الصهيوني والتي كانت تطلع علينا بخطابات بن غورين ذات النبرة الواثقة بأن الامن الداخلي الصهيوني وخاصة بعد حرب 56 بات خط أحمرا يصعب اختراقه وأمرا يستحيل زعزعته , وكيف تحول هذا الخطاب لقانون طبيعي ونسق فكري يسيطر على العقلية الصهيونية ومؤسساتها السياسية والعسكرية واقتنعت بها العقلية العربية لعقود وللأسف بفعل انتصارات صهيونية مثيرة للسخرية على جيوش هشة وهزيلة , وكيف بددت حركات تمتلك مجاميع مسلحة وشبه قوات عسكرية اساطير وهرطقات عملت العقلية الصهيونية على زرعها كثقافة لكل الاجيال العربية والشرق اوسطية بشكل عام حتى تكرس سيطرتها وغطرستها اللامحدودة وتفرض املاءاتها وتصوراتها على المنطقة