الاثنين، 14 أبريل 2008

يحيا الاقتحام

م/محمد الهامي

سبحان الله .. دائما في موضوع فلسطين أحتار من أين أبدأ .. فليكن ، وكأنه لابداية .

الخارجية المصرية مندهشة وتستنكر تصريحات قيادات حماس والجهاد بأن الشعب الفلسطيني سينفجر ، وتحذر حماس بأنها ستواجه هذا بحزم .. أي أنها “ستكسر رجله ” ولكن هذه المرة بصياغة دبلوماسية لا “شوارعية” كما من قبل .

إن الذي يستدعي العجب قبل كل شئ هو قدرة حماس على الاحتفاظ بأعصابها حتى هذه اللحظة ، وكل ما عدا ذلك فهو قديم معروف ، والنظام المصري يصر على أن يبدو عميلا ، هو عميل وأدنى متابع يعلم هذا ، لكنه الآن في مرحلة الإصرار على إعلان أنه عميل .. ولا أعرف مكسبا واحدا ، واحدا فقط ، يعود على مصر من إصرارها على أغلاق معبر رفح وترك المرضى يموتون من الأم ومن نقص الدواء ونقص إمكانيات العلاج ، واستمرار المجاعة التي يحياها قطاع غزة .

والرسائل تكاثرت هذه الأيام من جانب حماس أنها ستكسر الحصار .. اللهم وفقها وأعنها وألهمها كسره كسرا لا ينجبر أبدا .

صحيح إن الاستعدادت المصرية على الحدود تجري على قدم وساق ، والأمن المصري - وربما الجيش والله أعلم - يتحفزان نحو مواجهة أي اقتحام لحماس ، وتغطى تلك الإجراءات ببيان الخارجية وتصريحات الناطق باسم الرئاسة وكلاب الإعلام الرسمي .. لكن ، بإذن الله ، كل هذا غثاء كغثاء السيل .

وقد بدا واضحا أن الأخلاق والحرص على المشاعر والتمسك بالدبلوماسية من جانب حماس لم تنفع مع النظام المصري ، كيف وهو أحد الأنظمة التي مولت فريق دحلان ( كما كشفت فانيتي فير ) ليقضي على حماس .. وصار الوضع الآن إما الموت جوعا ومرضا وإما الاقتحام رغم أنف المحاصرين .

وبالطبع .. فليحيا الاقتحام ، ولو كره المجرمون .

ولتذهب كل السيادة وكل الكرامة وكل الأمن القومي وكل المشاعر وكل الحدود وكل شئ ولا يموت إنسان .. فضلا أن يكون هذا الإنسان هو المجاهد الغزاوي العربي المسلم ، ذلك البطل الذي يستحق عيوننا لتكون له أوسمة ونياشين .. وما قدرناه - حتى لو فعلنا هذا - حقه .

لعلي أطمع في المتعاطفين مع غزة ، وأصحاب الحملات السابقة في دعمها ومواجهة التضليل الإعلامي أن يدشنوا حملة منذ الآن دفاعا عن حق حماس في كسر الحصار المفروض حولها ، وأنها وإن اقتحمت فهي غير مدانة .. والقانون الدولي - حسبما قرأت مقالا لفهمي هويدي بالدستور في شهر مارس وعذرا لعدم التوثيق الدقيق الآن - يعتبر الطرف المحاصر شريكا في الجريمة ، وليس من حق دولة أن تغلق حدودها في وجه متضررين من كارثة إنسانية أو كارثة احتلال .. أي أنه بمفهوم القانون الدولي تعتبر مصر مشاركة في جريمة تجويع وحصار الشعب الفلسطيني .

عاشت غزة .. وعاشت حماس .

هناك تعليق واحد:

abo malek يقول...

لا تقلقوا على غزة

فإنها قدر الله في الأرض