انتهى الدرس وصار مطلوبا منك أن تدرسه!..أن تلخصه كأي طالب مجتهد لتفهمه وتحفظه..
1. الإنسان: كائن خلقه الله تعالى وكرّمه، وقدّر عليه أن يعيش على هذه الأرض، وأعطاه العقلَ وأمره بإعمارِ الأرضِ، وشكرِهِ على ما أنعمَ به عليه..
لهذا الإنسان حقوق أساسية، عليه أن يرعاها لنفسه وغيره من البشر على السواء وإلا تجرد من آدميتهِ وأصبح كالأنعام بل أضل..
2. الدولة: هيئةٌ أنشأها الناس لتمثيلهم ورعاية مصالحهم، في نظامٍ يضمنُ حياة أفضل وأسهل..فهي وسيلةٌ لتوفير حقوق الانسان، للإنسان الذي شارك في انشائها واختار أعضاء حكومتها..وهي وسيلة أيضا للتعاملِ مع الشعوبِ الأخرى عن طريق حكومات دولها المنتخبة أو المرتضاة بأي طريقة كانت، على أساس من التعاون على رفاهيةِ وتقدمِ كافةِ الشعوبِ، والاحترام المتبادل بينهم دون استعلاء طرفٍ على طرف، أو احتلالِ أو استغلالِ طرفٍ لطرف..
3. سيادة الدولة: صلاحية ممنوحة للدولة بغرض توفير امكانية العمل لها في سبيل تحقيق أهدافها سابقة الذكر..
4. القانون الدولي: وضع لتنظيم العلاقات بين الدول والشعوب المختلفة (في الأصل) كيلا يعدو شعبٌ على شعب، وبغرض توفير الحياةِ الكريمةِ الهادئةِ الهانئةِ الوادعة، للجميع..
5. مما سبق نستنتج أن: الدولة وسيادتها وكل ملحقاتها انما هي (وسائل) لغاية واحدة في النهاية هو: الإنسان..فإذا ضيّع الإنسان، فتبا للدولةِ وللسيادةِ وكرامةِ الدولةِ وحكومةِ الدولةِ وكل ما يمثل الدولة..
إذا فهمنا ما سبق، فسوف نفهم أو نتصوّر مدى انحطاط وسفالة فكر كثير من القائمين على المنابر الاعلامية المختلفة -لا سيما الحكومي منها- في بلادنا العزيزة، وتجرُّدهم من كل ما يمت للانسانية بصلةٍ، حتى صاروا مسوخاً -هي أحط من الكلاب العقورة- في جلود البشر، فثلاثةٌ وثمانون قتيلاً من المرضى والأطفال كنتيجةٍ لحصارٍ جائرٍ على غزة لم تحرك لديهم كامنا، في حين تفجيرِ حدودٍ لم تكن إلا خطا رُسِم (ولم نرسمه نحن وإنما رُسِم لنا) على خريطة، مثّل لهم نهاية العالم بدعوى انتهاك سيادة الدولة وكرامتها، فهي عندهم أغلى من الانسان، ودفاع عفوي من الجائعين عن حقهم الطبيعي في شراء (وليس استجداء) طعامهم، صار تعديا على كرامة الدولة..تحولت الوسيلة إلى غاية، وصار التفكير سطحيا تافها ساذجا ضيّع الغايات وتمسك بالشكليات والقشور والوسائل، فتبا لدولتكم وتبا لحدودكم وتبا لكم ولفكركم الأحمق التافه الساقط المنحط..
إن هذا ليس غريباً على أبواقٍ ومنابرَ دأبت على التبريرِ والتهليلِ لدولةٍ ضيّعت مواطنيها الذين صنعوها ابتداءً، لكنه قد يكون غريباً على بعض من ادعوا المعارضةَ لهذه الدولة انحيازاً للإنسان، وعلى أي حال فأنا أعني بكلامي كل من اتخذ ذات الطريقة والنهج في تحويل كل وسيلةٍ ونظام وضعناهُ وصنعناهُ (نحن البشر) لسعادةِ الإنسان، إلى غاية أو وسيلة أخرى لشقائه وتعاسته وتجويعه وإذلاله وقهره وتركيعه، لمصالح شراذم من المسوخ التي أرادت أن تستعلي على الرقاب وأن تنهب ما لها وتستغل الشعوب وتمص دماءها..
انني لا أنادي في كتابِ المارينز وحظائر الخنازير نخوةً ولا عروبةً ولا إسلام، ولا أنادي فيهم إنسانية إذ علمنا أخيرا موضعهم منها، لكنني أقول لهم كفّوا روثكم عنا، فنحن بشر كرّمنا الله تعالى فلا نخلع ذلك التكريم عنا لأجلكم..ونحن نعلم أن الأصل هو الانسان، وأن أصنامكم، وحدود سايكس بيكو، ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، سبقَ وجودَها وجودُ هؤلاءِ الناس، ولا معنى لها أمام طفل جائع أو مريض يبحث عن علاج..
الأحد، 3 فبراير 2008
انتهى الدرس..يا عربي!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
نعم انتهى الدرس وان لم ننتبه إلى ذلك فأمامنا جيل كامل يغيره الله حتى يأتى على يديه النصر والتمكين
فالدرس كان ولا يزال أمامنا تنطق به آيات القرآن الكريم ولكن ابينا أن لا نتدبر ولا نفكر و افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها فهذه الآيات مهداة منى لكل من يدعون بالقومية العرقية النظامية واللتى رسخ جذورها فينا الإستعمار منذ متى وعرفت مصر حدوداً مع ليبيا سوى بحر الرمال الأعظم ؟ ومنذ متى عرفت حدودها مع السودان ؟ منذ متى عرفت حدودها مع فلسطين ؟ فالأهل داخل الأهل والدم داخل الدم , ولكن نجح عدونا ان يصنع الفرقة بين قلوبنا وعقولنا فمتى نستوعب الدرس الذى انتهى منذ أكثر 1400 عام ووضح لنا وضوح الشمس فى يوم حار
لقد نجح المستعمر قبل ان يغادر بلادنا ان يزرع فينا ما يضمن ولائنا له فيما بعد وها نحن ذا نسير على الدرس بحذافيره , وهذا هو الدرس الوحيد المتاح لنا فى المقرر الذى رسمه لنا الإستعمار , ومع الأسف ليس هناك دور ثانى فى هذا المنهج لأن من لا يجتاز إختبار الولاء معاقبته الطرد من الصف كما فعلوا بحماس وطالبان وغيرهم .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران
{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (119) سورة آل عمران
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (120) سورة آل عمران
اللهم إلطف بأهلنا فى غزة وكن معهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم والف بين قلوبهم كما الفت بين الأوس والخزرج اللهم آمين
إرسال تعليق