الثلاثاء، 4 مارس 2008

فقاعات من الصابون

خطر ببالي أن أطلعكم على قصة حقيقية من الواقع لفتاة فلسطينية ولدت في الغربة بعيداً عن ارض فلسطين الطاهرة و عاشت سنوات طفولتها تشتاق و تحن لهذه الأرض

سأطرح عليكم الفكرة و الموقف كما حدث في الواقع و أتمنى أن تكون هذه الفكرة بداية قصة جديدة لكم و تنشرونها لتوعية العالم بأسره عن قضايا هذا الشعب المظلوم

القصة بدأت عندما كانت هذه الطفلة في بيتها و رأت دمعة منحدرة من عين أمها و هي تتابع نشرة الأخبار فظنت الطفلة بكل براءة أن مكروهاً أصاب والدتها و أن سبب الأذى الذي أدى بوالدتها للبكاء هو التلفاز فسارت نحو التلفاز و كان عمرها 4 سنوات و ضربت شاشة التلفاز بيدها و هي تقول: (ديد)ابتسمت الأم رغم الألم الذي تحس به
فبراءة هذه الطفلة و محدودية تفكيرها في هذا السن جعلها تظن أن الذنب يقع على التلفاز لا لسبب آخر
عندها أمسكت الأم طفلتها بحنان و قالت لها: (ليش عملت هيك يا ماما؟) أجابت الطفلة البريئة: (لأنه زعلك و أنا ما بحب أشوفك زعلانة) ضحكت الأم و اجلست طفلتها في حضنها و مسحت على راسها بحنو و طيبة و نظرت إلى عينيها و قالت: (لا يا ماما مش التلفزيون اللي زعلني, أنا اللي زعلني أن اليهود سرقوا ارضنا و طردونا منها و مش عارفين نرجع الها تاني آآآآه... و هنا قطعت الطفلة الصغيرة حديث أمها و قالت: ليش مش عارفين ترجعو ؟؟؟ ليش هم اليهود مسكرين الباب و مش فتحوه الكم و فتحوه الهم؟؟؟
ابتسمت الأم و زاد ألمها فسؤال الطفلة أثار ذكريات كأنها كانت وراء باب مغلق و فتح بكلمة هذه البريئة
و شرحت الأم للطفلة بما يناسب عقلها الصغير أن فلسطين هي أرض ليست بعيدة لكن لا يسمح لهم بدخولها و قد احتلت من قبل غاصب طرد أهلها الأصليين و منعهم من العودة إليها و هو الآن يقتل من بقي بها من أهلنا كي يستولي على خيراتها
رغم صغر سنها و قلة خبرتها إلا أنها أحست بقلبها صغير الحجم واسع الأفق بحب شديد لهذه الأرض التي لم تطأ قدماها الصغيرتين ثراها و كأن ما يربطها بهذه الأرض رباط مقدس لا يمكن لأحد أن يدرك قيمة و قوة هذا الرباط

كبرت الطفلة و دخلت المدرسة و صارت بالصف الأول الابتدائي
و كلما تعلمت أكثر و تعرفت أكثر زاد شرهها لمعرفة تلك الأرض التي كانت أمها تحدثها عنها و هي برعم صغير

و في مرة حصلت على لعبة تستطيع من خلالها عمل فقاعات من الصابون و أثناء لعبها بهذه اللعبة أدركت هذه الطفلة أن الفقاعات لها القدرة على الارتفاع في الجو و الطيران دون حواجز تحجزها أو تثبتها في مكانها
خطرت ببال الطفلة فكرة
لماذا لا أرسل إلى أرضي سلام على هذه الفقاعات الطائرة
بالتأكيد ستصل لأنها جميلة ألوانها و لن يراها اليهود و هي في السماء تدخل إلى فلسطين
بالتأكيد ستوصل الفقاعات سلامي
و صارت كل يوم في الصباح الباكر ترسل سلامها على فقاعات الصابون التي تنفجر بمجرد ارتفاعها في الهواء معتقدة أنها بذلك وصلت السلام إلى ارض فلسطين و من يعيشون فيها

لم ينته حب هذه الطفلة لهذه الأرض أبداً و لن ينتهي
و لم تمل أبداً من إرسال الفقاعات المحملة بالسلامات الحارة لأهل فلسطين المجاهدين و المرابطين فيها المتمسكين بها رغم الصعوبات و العقوبات التي تفرضها عليهم دولة المسخ الصهيوني
لكن
يا ترى !!!!
هل سترى هذه الطفلة يوماً ما أرضها و وطنها الحبيب؟؟؟
هل ستتخلص من إحساسها بالغربة في بلد فرض عليها أن تسكنها و هي ليست بلدها؟؟؟
هل ستعود فلسطين كما كانت جنة لأهل فلسطين, يعمها السلام و الوئام و تهرب منها الحروب و الأخطار و الآلام؟؟؟


شعار كل فلسطيني يحب فلسطين


(هذه ارضي ... كان
و سيبقى

اسمها فلسطين)


لا وجود لدولة إسرائيل


هذه أرضنا ليست لهم


ملكنا و حقنا و لا حق فيها لهم



لم تنته الحكاية لان الطفلة لازالت غريبة تنتظر اليوم الذي تعود فيه إلى ضيعتها و كروم العنب في قريتها




عائدون



أرجو أن تكون هذه الفكرة شرارة تقدح سيل أفكاركم و توصلها للناس حتى يتعرفوا حقنا في العودة إلى أرضنا و وطننا و بلادنا التي سلبت منا


جزاكم الله عن فلسطين خير الجزاء

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أختكم في الله


داليا موسى


من أرضنا الطاهرة- فلسطين

ليست هناك تعليقات: